المؤتمر الإقليمي السادس والعشرون للشرق الأدنى
أصدرت منظمة الأغذية والزراعة بياناً صحفياً في 26 يناير/كانون الثاني 2001 ناشدت فيه جميع البلدان أن تعمل على تقييم مدى تعرضها لخطر الإصابة بمرض جنون البقر bovine spongiform encephalopathy (BSE) وانتقاله إلى الإنسان في شكل مرض variant Creutzfeldt-Jakob disease (vCJD). واقترحت المنظمة على جميع البلدان التي استوردت أبقاراً أو مساحيق اللحوم والعظام (MBM) من بلدان أوروبا الغربية، وخصوصاً من المملكة المتحدة، منذ الثمانينات، اعتبار نفسها معرضة للإصابة. وأضافت المنظمة أن البلدان التي تُعتبر معرضة للإصابة ينبغي أن تقوم بتنفيذ إجراءات مراقبة فعالة لمرض جنون البقر وأن تفرض ضوابط على صناعتي إنتاج الأعلاف الحيوانية وإنتاج اللحوم.
التجارة في مساحيق اللحوم والعظام والأبقار الحية وخطر التعرض للإصابة بمرض جنون البقر
كان أول تشخيص لمرض جنون البقر في المملكة المتحدة في 1986، ولم تظهر أي بوادر على أن مساحيق اللحوم والعظام يمكن أيضاً أن تكون مصدراً للإصابة بالمرض إلا في 1989. وفي ذلك الوقت، تقرر حظر استخدام مساحيق اللحوم والعظام كعلف للحيوانات المجترة في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فقد استمرت الصادرات إلى أوروبا حتى سنة 1996. وفي سنة 1994، تقرر حظر استخدام مساحيق اللحوم والعظام في أغراض العلف في الاتحاد الأوروبي واستمر الوضع على ما هو عليه حتى يناير/كانون الثاني 2001 حين تقرر حظر تقديم مساحيق لحوم وعظام الحيوانات المجترة وبعض البروتينات الحيوانية الأخرى كمواد علفية لجميع الحيوانات الزراعية تلافياً لمخاطر العدوى. وفي نفس الوقت، حظرت أوروبا بشكل قاطع تصدير مساحيق اللحوم والعظام لأي بلدان أخرى لاستخدامها كعلف للحيوان.
ويوضح فحص البيانات التجارية أن مساحيق اللحوم والعظام كان يتم تصديرها من المملكة المتحدة وأوروبا إلى أكثر من مائة بلد أثناء الفترة الحرجة اعتباراً من سنة 1986 وما بعدها. وبالإضافة إلى تصدير مساحيق اللحوم والعظام من المملكة المتحدة إلى أوروبا حتى سنة 1996، كانت هناك أيضاً صادرات من بلدان أوروبية أخرى تَبين فيما بعد وجود إصابات بمرض جنون البقر في قطعانها المحلية. ويكاد يكون من المؤكد أيضاً أن مبيعات أخرى قد جرت من أطراف ثالثة. وفي نفس الوقت، فقد تم أيضاً تصدير أبقار حية من أوروبا إلى أكثر من مائة بلد.
ففي البلدان الأعضاء في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، ارتفعت واردات مساحيق اللحوم والعظام من 24,000 طن في 1979 إلى 107,000 طن في 1999. وبلغ حجم الواردات 44,000 طناً في 1989 (وهي السنة التي حظرت فيها المملكة المتحدة استخدام مساحيق اللحوم والعظام في علف الحيوانات المجترة)، وكانت أكثر من 10,000 طن منها مستوردة من المملكة المتحدة وفرنسا.
v الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي
بعد تشخيص مرض جنون البقر لأول مرة في المملكة المتحدة في 1986، حدث تفشي المرض في بلجيكا، والدانمارك، وفرنسا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، ولوكسمبورج، وهولندا، والبرتغال، وأسبانيا، وكذلك في سويسراً، كما ظهرت حالات في الحيوانات المستوردة في كندا، وجزر فولكلاند وفي سلطنة عُمان. وبالتالي، توسع الاتحاد الأوروبي في وضع القواعد واتخاذ القرارات المشددة، من بينها على سبيل المثال:
· حظر تقديم مساحيق اللحوم والعظام كعلف للأبقار، والأغنام والماعز، اعتباراً من يوليو/تموز 1994؛
· استبعاد بعض الأجزاء شديدة المخاطر (مثل الحبل الشوكي، والمخ، والعينين، واللوزتين، وأجزاء من الأمعاء) من الأبقار، والأغنام والماعز في أنحاء الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أول أكتوبر/تشرين الأول 2000 من السلسلة الغذائية البشرية والحيوانية؛
· إدخال عمليات الفحص الهادفة لاكتشاف الإصابة بمرض جنون البقر، مع التركيز على فئات الحيوانات شديدة التعرض للمخاطر، اعتباراً من أول يناير/كانون الثاني 2001. وقد تم توسيع نطاق هذه الإجراءات لتشمل جميع الأبقار التي يتجاوز عمرها 30 شهراً، اعتباراً من يوليو/تموز 2001؛
· وحظر تقديم مساحيق اللحوم والعظام لجميع الحيوانات الزراعية وكذلك حظر تقديم مسحوق السمك للحيوانات المجترة، اعتباراً من أول يناير/كانون الثاني 2001.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أجرت اللجنة التوجيهية العلمية التابعة للمفوضية الأوروبية تقييماً شاملاً للمخاطر في البلدان الأخرى استناداً إلى البيانات التجارية وتقييم النظم والتدابير الداخلية المطبقة.
v توصيات منظمة الأغذية والزراعة
تشجع منظمة الأغذية والزراعة اتخاذ إجراءات على المستويين القطري والإقليمي. وينبغي لجميع البلدان أن تحظر استخدام أنسجة الحيوانات المجترة كعلف للحيوانات المجترة. وينبغي لجميع البلدان أن تقيم نُظماً للرقابة المستمرة لمرض جنون البقر وأن تضع إجراءات إجبارية للتبليغ عن الإصابات. ولا يجب أن يدخل أي جزء أو أي مُنتَج من أي حيوان ظهرت عليه علامات الإصابة بمرض جنون البقر القابل للانتقال بطريق العدوى في السلسلة الغذائية (للإنسان أو الحيوان). ويجب، على وجه الخصوص، أن تضمن جميع البلدان ذبح مثل هذه الحيوانات والتخلص من جميع أجزائها ومنتجاتها كي لا يدخل المرض بطريق العدوى في السلسلة الغذائية؛ كما ينبغي أن تراجع البلدان إجراءات إبادتها للتأكد من أنها تؤدي بالفعل إلى إبطال مفعول العوامل المسببة للمرض.
ومن المطلوب إجراء مزيد من الدراسات بما يسمح بإجراء تقدير كامل للمخاطر، فالتقدير غير الكامل للمخاطر يعوق عملية الإبلاغ الدقيق عن مخاطر الإصابة وإدراك أبعادها. وينبغي تشجيع إجراء البحوث، وخصوصاً فيما يتعلق بطرق التشخيص السريع، وتوصيف العوامل المسببة للمرض والصفات الوبائية.
وينبغي لكل بلد أن يتخذ الإجراءات التالية:
· تحليل المخاطر على المستوى القطري لتحديد حالة المخاطر الراهنة في البلد؛
· مراقبة مرض جنون البقر في الأبقار المعرضة لخطر الإصابة نتيجة لتعرضها لمواد مسببة للعدوى؛
· تقييد استخدام مساحيق اللحوم والعظام في علف الحيوانات المجترة؛
· حظر استداخم المواد المسببة للمخاطر والحيوانات النافقة في مساحيق اللحوم والعظام؛
· تشديد قواعد صناعة الأعلاف واللحوم والتقيد بتطبيقها؛
وتعمل المنظمة على تعزيز هذه الإجراءات من خلال مشروعات التعاون الفني القطرية والإقليمية (TCP)، بناء على طلب الحكومات، كما تحاول جاهدة الحصول على دعم من الجهات المانحة لتسهيل تنفيذ هذه المشروعات التي تستهدف ما يلي:
· وضع آليات لمساعدة البلدان في عمليات تقدير المخاطر على المستوى القطري؛
· دعم عملية بناء القدرات الخاصة بمراقبة مرض جنون البقر ومكافحته؛
· وضع خيارات ملائمة لإدارة المخاطر؛
· تطبيق طرق تحليل المخاطر ونقاط المراقبة الحرجة في صناعة الأعلاف؛
· العمل على نشر المعاملات الزراعية الجيدة في الإنتاج الحيواني في حقول المزارعين.
ونظراً للعلاقات المباشرة بين سلامة الأعلاف وسلامة الأغذية المستمدة من أصل حيواني، من الضروري اعتبار إنتاج وتصنيع الأعلاف جزءاً لا يتجزأ من سلسلة إنتاج الأغذية. ولذلك، يجب أن يخضع إنتاج الأعلاف، شأنه شأن إنتاج الأغذية، لضوابط الجودة بما في ذلك نظم سلامة الأغذية القائمة على طرق تحليل المخاطر ونقاط المراقبة الحرجة.
وتعد الصناعة هي المسئولة عن نوعية وسلامة الأغذية والأعلاف التي تنتجها، وينبغي للسلطات القطرية أن تقدم المشورة للصناعة بما في ذلك مدونات السلوك والمواصفات التي يجب على الصناعة التقيد بها. ويجب على الحكومات أن تضع الضوابط اللازمة لضمان تقيد الصناعة على الدوام بشروط الجودة والسلامة.
وتقع المسئولية على الصناعة وعلى الحكومات فيما يتعلق بضمان سلامة الأعلاف والأغذية. ومع ذلك، فمن المهم إدراك أن ضخامة حجم التجارة الدولية في المواد العلفية والأغذية التي هي من أصل حيواني تضيف بُعداً دولياً مهماً لمراقبة الأعلاف الحيوانية. وعلاوة على ذلك، فإن اتفاقية تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية التي وضعتها منظمة التجارة العالمية تدعو إلى التنسيق بين المعايير القطرية والمعايير الدولية فيما يتعلق بسلامة الأغذية.
بالكاد يمر يوم في أوروبا بدون أن تنشر الصحافة تقارير جديدة حول مرض جنون البقر mad cow disease ونتائجه على الأفراد والمجتمع ككل . هذا المرض غيّر عادات أكل العديد من المستهلكين بشكل سريع أكثر من أي شئ آخر في السنوات العشرون الأخيرة . الشعور الواسع الإنتشار للحيرة بين الناس في العديد من البلدان أدى إلى إنهيار عام في سوق لحم البقر . وفقدت صناعة اللحم البلايين. مرض جنون البقر (إلتهاب مخ إسفنجي بقري المنشأ) BSE - Bovine Spongiform Encephalitis ، يسبب تثقيب كييسي شبه إسفنجي في دماغ الأبقار . المرض يقتل الحيوانات المصابة . منذ ظهور مرض جنون البقر أولا في بريطانيا عام 1985 ، أصاب أكثر من 180,000 بقرة حول العالم. مرض جنون البقر له تأثير غير مباشر أيضا على الصحة الإنسانية. ففي رأي العديد من الباحثين ، فإن شكل جديد من مرض كريوزفيلدت-يعقوب Creutzfeldt-Jacob disease ينشأ بسبب إستهلاك اللحم الملوث. أعراض المرض تشبه أعراض مرض النسيان (الخرف) Alzheimer’s disease ، وتؤدي إلى موت المريض أيضا حتى الآن تم ذكر حوالي 100 حالة مرضية على مستوى العالم .
v ما هو مرض جنون البقر ؟
هو عبارة إلتهاب مخ إسفنجي بقري المنشأ (يسبب تثقيب كييسي شبه إسفنجي في دماغ الأبقار) ، لوحظ أولا في الماشية في بريطانيا في 1985 ويؤدي إلى سلوك شاذ ، إضطراب حركي ، شلل وأخيرا إلى موت الحيوان . لقد تم تحديد أن مسبب المرض عبارة عن جزيء بروتيني يسمى " بريون " prion . ويوجد بريونات مشابهه تسبب سكرابي scrapie في الخراف ومرض كريوزفيلدت-يعقوب في البشر. ويعزى إنتشار العدوى بهذا البريون إلى تغذية الماشية بأغذية حيوانية المنشأ . ولهذا تم بشكل كبير منع استعمال أغذية الماشية الحيوانية المنشأ .يسبب البريون المعدل ضرر تدريجي في الجهاز العصبي المركزي. فترة الحضانة لمرض جنون البقر تتراوح ما بين 20 شهر و 15 سنة ، وبالنسبة لسكرابي من 3 إلى 4 سنوات ، وأكثر من 10 سنوات في حالة مرض كريوزفيلدت-يعقوب. هذه الأمراض لا يمكن أن تعالج وقاتلة حتما.
v ما هي البريونات prions ؟
البريونات عبارة عن بروتين عثر عليه في أنسجة البشر والحيوانات. ولم يتم التعرف إلى الآن على أي وظيفة للبريونات . يستطيع البريون أن " ينحل " أو يتحور وبعد ذلك يبدأ بتفاعل متسلسل يؤدّي إلى إلتهاب مخ إسفنجي بقري المنشأ ، سكرابي ، الخ. الأسباب لهذا الإنحلال والتحور لا زالت في طور الأبحاث في الوقت الحاضر.علاوة على ذلك فإن البريونات تعتبر " جراثيم " أقوى من البكتيريا أو الفيروسات. فهي تستطيع تحمل درجات حرارة تصل لحدود 100 درجة مئوية ، ولا تأثر عليها المطهرات ، ويستطيع البريون أن يبقى في الأرض لسنوات لأنه قابل للتفسخ فقط إلى مدى قليل.
الآن أمان أفضل عند شراء لحم البقرتم تطوير إختبار يكشف عن هذه البريونات الموجودة في اللحوم وبهذا تستطيع البلدان مراقبة اللحوم بواسطة هذه الإختبارات البسيطة لضمان خلو اللحوم من هذه البريونات .
v الإجراءات الإحترازية من جنون البقر لم تزل غير كافية لدى بلدان عديدة:ـ
المنظمة تحث البلدان على تطبيق تدابير صارمة للوقاية من مرض الإعتلال الدماغي الإسفنجي البقري
12 يناير / كانون الثاني 2004 -روما-- أكدت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" في بيانٍ أصدرته اليوم أن اكتشاف أول حالةٍ لمرض الإعتلال الدماغي الإسفنجي البقري "جنون البقر" بالولايات المتحدة، في ديسمبر/ كانون الأول قد أبرز ضرورة قيام البلدان بتعزيز تدابير مكافحة هذا المرض.وقالت المنظمة: "فيما يتعلق بالوقاية، فأن الوضع ما زال مربكاً". إذ أن طمأنة المستهلكين تتطلب أكثر من مجرد الحد الأدنى من الإجراءات التي يتوجب على البلدان تطبيقها، أي ضوابط أشد صرامة ومزيد من الاستقصاء والفحص.فما زالت ضوابط مرض الإعتلال الدماغي الإسفنجي البقري في العديد من البلدان غير كافية، كما أن بلداناً كثيرة لا تطبق التدابير الموصى بها بصورةٍ مناسبة. وهناك خطر لا يستهان به من زيادة وفود مواد معدية من خلال التجارة العالمية، في أعلاف الماشية والمنتجات الحيوانية.وتضيف المنظمة أنه ليس بمقدور أي بلد الإدعاء بأنه خالٍ من مرض الإعتلال الدماغي الإسفنجي البقري، إلا إذا ما ثبت هذا الزعم من خلال أساليب المسح المعترف بها دولياً.
v تدبير للوقاية تحث المنظمة الحكومات وأرباب الصناعات ذات الشأن على إجراء تقييمٍ مناسبٍ للمخاطر، وإبقاء الحيوانات والمواد التي يحتمل أن تكون خطرةً خارج السلسلة الغذائية، علاوة على تطبيق صارم للتدابير الوقائية التالية:
* حظر تقديم مسحوق اللحم والعظم لحيوانات المزرعة، وعلى الأقل للمجترات؛* تجنب التلوث المتبادل في مطاحن الأعلاف على نحوٍ دقيق؛* إزالة وإتلاف المواد المحددة كمواد ذات خطورة محتملة- المخ والحبل الشوكي وما إليها- من أبقارٍ يزيد سنها على 30 شهراً؛* التأكد من تطبيق ممارسات السلامة في صناعة الإستخلاص بالإذابة، أي معالجة المواد في درجة حرارة 133 مئوية تحت ضغط 3 بار ولمدة 20 دقيقة؛* تطبيق تدابير المراقبة الإيجابية بين قطعان الأبقار، والتحديد الدقيق لهوية الحيوانات وتتبع مصدرها خلال عمليات الإنتاج والتصنيع والتسويق برمّتها؛* حظر استخدام اللحوم المزالة ميكانيكياً.
وأضافت المنظمة أنه مع تطبيق تدابير الضبط المذكورة، خاصةً مع حظر الأعلاف وإزالة المواد المحددة ذات الخطورة المحتملة، فأن خطر وجود مواد معدية بمرض الإعتلال الإسفنجي الدماغي البقري في سلسلة الغذاء سوف يتضاءل للغاية.و يوصي المكتب الدولي للأوبئة "OIE" أولاً بفحص الأبقار التي تظهر عليها أعراض مرض الإعتلال الإسفنجي الدماغي البقري، وفحص عيّنة من بين كل 10000 إلى واحدٍ من بين كل 100000 رأس من قطيع الأبقار فوق سن 30 شهراً. وعلى هذا الأساس، قامت أستراليا بفحص ما يقارب 400 حيوان في السنة، وفحصت كندا نحو 3000. كما فحصت الولايات المتحدة زهاء 20000 حيوان، وهو رقم أعلى مما دعا إليه المكتب المذكور.وقالت المنظمة أن الفحص يجب أن يكون مستهدِفاً وفعالاً. ودعت إلى ضرورة إجراء فحوصاتٍ إضافية على الحيوانات كافة التي نفقت أو التي ذبحت لأسبابٍ غير الذبح الروتيني.
v ظمأنة المستهلك أمّا إذا ما تبين أن مرض الإعتلال الإسفنجي الدماغي البقري موجود ولم يكن قد تم تطبيق تدابير الضبط بصرامةٍ بعد، فقد دعت المنظمة إلى تنفيذ برنامج فحصٍ أوسع نطاقاً. ومن شأن إجراء فحص جميع أبقار الذبح فوق سن 30 شهراً، أن يعزز ثقة المستهلكين.ولطمأنة المستهلكين كذلك وكشف أكبر عددٍ ممكن من حالات مرض الإعتلال الإسفنجي الدماغي البقري، قام الاتحاد الأوروبي بفحص ما يزيد على 9 ملايين حيوان خلال الفترة 2002 - 2003؛ حيث قامت كل من فرنسا وألمانيا بفحص ما يقارب 3 ملايين رأس. وفحصت سويسرا 170000 حيوان، بينما قامت اليابان بفحص كل رأسٍ من الأبقار لديها ويقارب عددها 500000 رأس.وذكرت المنظمة أن تكاليف الفحص تقدر بنحو 50 دولار للحيوان الواحد. لكننا إذا نظرنا إلى الأضرار المحتملة لتفشي مرض الإعتلال الإسفنجي الدماغي البقري على الصحة البشرية وأسواق اللحوم، فإن هذا الفحص يعدّ مبرراً.وإذا ما تم فرض وتطبيق تدابير المكافحة في صناعات الأعلاف واللحوم والإستخلاص بالإذابة على نحوٍ فعال، فأن أخطار وجود مواد معدية في سلسلة الغذاء تصبح ضئيلةً للغاية، حتى في البلدان التي يوجد فيها هذا المرض.ولكي تساعد المنظمة البلدان على تنفيذ تدابير مكافحةٍ أشد صرامةً، فأنها تقوم بتنفيذ مشروعات تدريبية في بلدانٍ عديدة، بالإضافة إلى تسهيل التعاون بين سويسرا - التي نجحت في التعامل مع أزمة مرض الإعتلال الإسفنجي الدماغي البقري - وبلدانٍ في أوروبا الشرقية وافريقيا وأمريكا اللاتينية. ومما يجدر ذكره أن هذا البرنامج التدريبي لا يستهدف المراقبين والعاملين في المختبرات فحسب، بل كذلك العاملين في صناعات الأعلاف واللحوم، حيث يجري تدريبهم على "الممارسات الصحيحة " التي من شأنها إبقاء المخاطر في جميع حلقات سلسلة الغذاء في إطار الحد الأدنى.